إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo إن المؤمن بربه يرضى بالقضاء والقدر، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، ويعلم أن في الابتلاء والامتحان خيرا كثيرا وأجرا كبيرا، وأن المصائب والنكبات يخفف الله بها من الخطايا، فيستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب العبد المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفر الله بها من خطاياه" متفق عليه شرع الله تطهير هذه الأعضاء وغسلها وتنظيفها عند القيام إلى الصلاة أو عند وجود حدث؛ حتى يصير المصلي نظيف البدن، وحتى يحصل له النشاط والقوة، وحتى يقبل على الصلاة بصدق ومحبة ورغبة    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر. لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك.
shape
التعليقات على متن لمعة الاعتقاد
80493 مشاهدة print word pdf
line-top
واجب المسلم نحو مذهب السلف

ص (وقد أمرنا باقتفاء آثارهم، والاهتداء بمنارهم، وحذرنا المحدثات، وأخبرنا أنها من الضلالات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة ).


س 16 (1) ما معنى اقتفاء آثارهم.. إلخ. (ب) وماذا يفيد قوله: عليكم بسنتي (جـ) وما السنة (د) ومن المراد بالخلفاء هنا (هـ) وما صفة العض عليها (و) وما المحدثات (ز) وكيف تكون المحدثة بدعة والبدعة ضلالة (ح) وما درجة هذا الحديث ؟
جـ16 (أ) الاقتفاء هو الاتباع وآثارهم أفعالهم التي أثرت عنهم، أمرنا بأن نفعل ما فعلوا وندين بما دانوا، والاهتداء الاستدلال، والمنار علم الطريق، أي أمرنا بأن نستدل في سيرنا المعنوي بالأعلام التي نصبوها لنا في الطريق وهي ما قالوه وفعلوه وخلفوه لمن بعدهم في العقائد والأعمال .
(ب) قوله: عليكم بسنتي: يفيد الأمر بلزومها والتمسك بها واتباعها، وهذه الصيغة تفيد التحريض على الأمر بالشيء فإذا قلت: عليك بالجد والمواظبة . فهو أمر بذلك وتحريض عليه .
(جـ) والسنة الطريقة والمنهج والمراد الأقوال والأفعال المأثورة عن الرسول عليه الصلاة والسلام وخلفائه .
(د) والمراد بالخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، وألحق بهم عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لحسن سيرته فهم الذين خلفوا الرسول صلى الله عليه وسلم وقاموا مقامه وعملوا كما عمل، والرشد الصلاح والاهتداء في السير والعمل وهو ضد الغواية .
(هـ) قوله: عضوا عليها أي تصلبوا في التمسك بها كما يتمسك العاض على الشيء بجميع أضراسه والنواجذ أقاصي الأسنان .
(و) وإياكم ومحدثات الأمور: أي ابتعدوا عنها وهذه الصيغة تفيد التنفير عن الشيء فإذا قلت إياك والكسل وإياك والبطالة فالمعنى احذر ذلك وابتعد عنه والمحدثات كل ما ليس له أصل في الدين مما يحدثه الناس بالأهواء والآراء.
(ز) فإن كل محدثة بدعة هذا تفسير للكلمة بما يوضحها، فإنه لما اشتهر النهي عن البدع في الدين والزيادة فيه بعد أن أكمله الله وجاء التحذير عن المبتدعين، فسر هنا المحدثة التي نهى عنها بأنها تكون فتنة ثم أخبر بأن البدعة ضلالة أي ذهاب عن الحق وضياع في الدين وسلوك لسبيل الضالين.
(ح) والحديث صحيح فقد رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وصححه وهو أحد الأربعين النووية.

line-bottom